تقييم فيلم Inside Out
أنجزت شركة بيكسار حتى هذه اللحظة وعبر تاريخها القصير 15 فيلماً آخرها كان فيلم Inside Out بعد 20 عاماً منذ Toy Story عام 1995، مع أنه يبدو أطول من ذلك بكثير من كثرة الأفلام المبهرة، والسادس عشر سيكون بعنوان The Good Dinosaur من المقرر عرضه في 25 نوفمبر المقبل.
ثمة أيضاً 6 أعمال أخرى قيد التطوير والتنفيذ سترى النور خلال الأعوام القليلة المقبلة، جميع تلك الأفلام تطرقت إلى مواضيع إنسانية وعائلية مهما كان القالب الذي تشكّلت حوله أو فيه القصة، مثل الطفولة والشيخوخة والوحدة والانتماء والموهبة والشجاعة.
بيد أن فيلم Inside Out لمخرجيه بيت دوكتر ورونالدو ديل كارمن بفكرته الجوهرية يبدو كنقرة مدوية على زر إعادة الضبط المصنعي لشركة بيكسار، معبّراً عن رغبة القائمين عليها في العودة إلى القلب النابض المحرك للشركة في المقام الأول، مما يُشعرك كمشاهد بأن الأعمال التي سبقته كانت مجرد تمهيد للتعبير عن أهدافها الأصلية، وذلك من شدة نضج الأفكار فيه وطموحه من الداخل إلى والخارج.
لا يتضح ذلك فقط عبر المشاعر الخمسة المفتاحية التي تسيّر حياة بطلته الصغيرة رايلي وهي السعادة والحزن والغضب والخوف الاشمئزاز والتي تجسّد الصراع الأزلي المُعقد بين تقلبات ظروف الإنسان والانعكاسات المؤثرة على حالته النفسية، بل أيضاً عبّر جديّة العمل المقنعة وخلوه من قدر البراءة المعتاد عليه واستهدافه المضاعف لعقول الراشدين من الجمهور، وبالأهم تجسيده تلك المشاعر المتناقضة بشكل مباشر وبمسمّيات واضحة ودون أي مقدمات كما هي الحياة تماماً.
يقترح العمل بشكل صارخ أن الإطار الذي يبدأ عليه الفيلم بتولي “السعادة” دفّة قيادة بطلتا الصغيرة وخلجاتها المتقلّبة والتغييرات التي تطرأ على شخصيتها وفقاً لظروفها الراهنة ما هي إلا فطرة الإنسان الأولى ورغبته الجامحة الدائمة للشعور بالسعادة، أما السلوكيات التربوية التي يجب اتباعها تدريجياً فإنها غالباً ما تغيب وتغافل الأهالي المنهمكين في مشاغل حياتهم اليومية.
تسير كل هذه المجريات طبعاً في عالم متكامل يتكون من الأحاسيس والذكريات والعقل الباطن والانجازات والمحطات الهامة التي تضخ فيها بيكسار وديزني كل ما في جعبتهما من خبرة في التفاصيل والدقة المتناهية برسم الأدوار والألوان وجوانب شخصية رايلي.
لكن وعلى عكس ما جرت العادة، لا يخرج المرء من العمل بشخصية أو اثنتين لتعلق في ذهنك فيصبح الفيلم محدد بها إلى الأبد بدون رجعة؛ ثمة إصرار بارز على ضرورة دور البطولة الجماعية فيه وبين كافة الأطراف تماماً مثل ضرورة الارتكاز على كافة المشاعر للوصول إلى بر الأمان والسكينة بالنسبة لرايلي التي نشهد مرورها بكافة مراحل البلوغ من منظور تلك المشاعر المُكمّلة لبعضها البعض.
يقودنا هذا الحديث إلى الجدال الطويل حول هويّة الجمهور الحقيقي المستهدف من أفلام بيكسار عموماً، ويكاد فيلم Inside Out ،في المشاهدة الأولى للفيلم على الأقل، يختصر المسألة وينال حصة الأسد من جمهور الكبار، ليس فقط بفضل نكاته الضمنية ورسائله المؤثرة، إنما من الشغف الروائي وطموحه الإخراجي كعمل سينمائي متكامل يكاد يكون واقعياً أكثر من اللازم للصغار، وقد لا يكترثون فيه إلا للمغامرات التي تمرّ فيها شخصيتي السعادة والحزن وصديق رايلي الوهمي “بينغ بونغ”.
تنقر بيكسار زر إعادة الضبط المصنعي في الوقت المناسب بعد ثلاثة أفلام من عادية إلى مملة المستوى، وهي Cars 2 وBrave وMonsters University، كما أن فيلم Inside Out يعتبر أول قصة مبتكرة كلياً منذ Up عام 2009 كتبها المخرجين يت دوكتر ورونالدو ديل كارمن بذكاء ملهم.
لا أريد حتى أن أعرف شكل المشاعر الخمسة التي تدور في عقل هاذين الرجلين، يكفيني الاجتماعات العصيبة التي تعصف ذهني بلا ملل! لكن الأكيد أن الموازنة بين السعادة والحزن هو الحل.
إنضم لأكثر من مليون و نصف معجب عبر صفحتنا على الفيسبوك.
تابعإنضم إلين ا عبر جوجل + حيث أكثر من 33 ألف يتابعنا.
تابعإنضم لأزيد من 40 ألف متابع لنا عبر تويتر.
تابعتابعنا على يوتيوب حيث أكثر من مليون و 300 ألف متابع لفيدوهاتنا.
تابع