بعد خمسة عشر عاما من متابعته وهو يسعى خلف حلمه، ورؤيته يقع مرة بعد مرة ثم ينهض ليستعيد ابتسامته الواثقة من جديد، ويرتقي خطوة أخرى نحو قمة مجده الذي ينشده، صار الطفل المشاكس الصغير “فتىً” ناضجاً شاباً وأضحى رئيس دولته التي حلم كل ليلة بقيادتها والعالم نحو السلام الذي ينهي آلام أجيال متعاقبة من قومه.
كأنه كان لا بد للجمهور أن يرى نتيجة الطريق الذي اتخذه ناروتو، والذي يجعلك في بعض الأحيان تشعر أنه ساذج أحمق لا يفكر على المدى البعيد، لكن رب أهوج ذي همة غلب حكيماً متقاعساً! ولعل الحكمة تدركه يوماً ما في انطلاقته، فما كانت الحكمة أبداً شيئاً يورث من أب لابنه، وإنما هي الشدائد وحدها من تصنع رجالاً من ذهب.
يزيد الأمر كمالاً أن ترى أثر السلام على القرى ومن حولها، فبعد أن كانت قبيلة ما لا تزوج فتياتها إلا لنفس أفراد عائلتها، وتحرمهن حتى على أبناء عمومتهن من نفس القبيلة، غدت وقد زوجت أزكى بناتها لذلك الطفل المشاكس العنيد الذي وحّد عالمه على قلب رجل واحد! وصفّى قلوبهم من أحقادهم التي توارثوها كابراً عن كابر.
الجيل الجديد
أطلق ماساشي كيشيموتو الجزء الثالث من سلسلة ناروتو قبل عدة أيام، ويتناول فيها الجيل الجديد من أبناء أبطال الجزئين السابقين، وأول ما لا تكاد عينك تخطئه هو “تمكين الشباب” بمصطلحات عالمنا! فالجزء الثالث تبدأ أحداثه بعد ست أو سبع سنين من نهاية الجزء الثاني، وقد مر على قيادة قريتهم رئيس وذهب وأتى ناروتو بطل القصة ليحل محله.
أصبح صديقه الشاب مستشاره البارع الذي أكمل التخطيط العسكري للحرب الأخيرة لهم بعد سقوط والده في المعركة “حرب عالمية يخططها لها شاب! الكفاءة هي المعيار الوحيد”. وهكذا، فإنني لا أعتقد أنك سترى عجوزاً في القريب العاجل من القصة إلا كمستشار عام للقرية!
برأيي فإن المؤلف سيبحث طريقة جديدة لإحداث تأثير جديد في عالمه الإفتراضي من الفانتازيا التي يخلقها، فإن ابن ناروتو الذي يدعى بوروتو خرج متمرداً على من حوله كوالده، ولا يبدو أنه سيكون ولداً مطيعاً، لكنه على أي حال قد يخرج لنا بطريق أخرى تناسب أحداث الجزء الثالث التي لم يعلمها أحد بعد. -بوروتو هو النطق الياباني لكلمة Bolt الإنجليزية-
أحداث القصة
سوف تدور أحداث الجزء الثالث Naruto Gaiden حول ابن ناروتو كشخصية أساسية، والجزء الثالث برمته جزء من مشروع صمم احتفالاً بمرور خمسة عشر عاما على ناروتو، وابتدأه كيشيموتو بالفيلم الأخير لناروتو The Last، وأعقبه ببدء هذه السلسلة التي تبدو من عنوانها أنها ستكون أحداث جانبية على هامش القصة –جايدن في اليابانية تعني قصة جانبية-.
كما سيليه قريبا فيلم آخر عن ابن ناروتو أيضاً، لا أدري هل سيركز المؤلف على نواتج أحداث الجزأين السابقين على الجيل الجديد أم لا في ذلك الجزء الثالث. إلا أن القصة قد انتهت حبكتها في نظر الكثير وسطرت كلماتها الأخيرة بالفعل، وأي استخدام جديد للشخصيات في أحداث تبدو عادية مقارنة بالجزئين السابقين سوف تهدم ما بناه على مدى تلك الأعوام كلها، هذا من الناحية الفنية.
على الجهة الأخرى، فإن على كيشيموتو أن يخرج ببعض المسائل التي لم يغلقها في الجزء الثاني، فلا بد أن يرى المشاهد نتيجة الطريق الذي اتبعه ناروتو لتحقيق السلام في عالمه الخيالي، وفي أحداث على مدى متوسط نسبياً، وليس في مشهد أخير يظهر فيه البطل مبتسماً وكفى!
فسيكون جميلاً لو تابع المؤلف سياق القصة ليفصل قليلا كيف ستجدي نتيجة القرارات التي اختارها ناروتو في الجزأين السابقين في حياة مسالمة هادئة، بعد أن كانت وسط نزاعات وحروب، هل ستصمد نظرية ناروتو للسلام أم ستتصدع أمام المكائد السياسية وينخرط الناس في حرب مرة اخرى كما توقع ناجاتو ومادارا من قبل؟
الخلاصة
إنني أنظر إلى سلسلة ناروتو منذ البداية ككتاب يحمل مؤلفه وجهة نظر يريد إيصالها إلى الناس، ومن مصلحة الجميع أن تكون وجهة النظر تلك سليمة الغاية والوسيلة، فإن من يقرأ ذلك الكتاب هم الفئة التي يعتمد عليها العالم لاستمراره في القرن القادم على الأقل، وما يأخذه الشخص الناضج على محمل السخرية وفضول الحديث يراه الصغير اليافع طاقة العلم التي يسطر بها عقله ويبرمجه على ما فيها.
إنضم لأكثر من مليون و نصف معجب عبر صفحتنا على الفيسبوك.
تابعإنضم إلين ا عبر جوجل + حيث أكثر من 33 ألف يتابعنا.
تابعإنضم لأزيد من 40 ألف متابع لنا عبر تويتر.
تابعتابعنا على يوتيوب حيث أكثر من مليون و 300 ألف متابع لفيدوهاتنا.
تابع