تقييم فيلم Avengers: Age of Ultron
أصبحنا سنوياً نشاهد عدة أفلام سوبرهيروز مختلفة، دوماً ما يكون لاستديوهات مارفل عملان منها، والفيلم الأول الذي قامت بعرضه لعام 2015 ختمت به مرحلتها السينمائية الثانية مظهرةً تطوراً غير مسبوق لأفلام أصبح طرحها يتطلّب مجهوداً جبّاراً وبالتالي يُنتظر منها الجودة المثالية، لكن ما حصل أن فيلم Avengers: Age of Ultron أتى مُنبّهاً واقعياً لإيقاظنا من وهمٍ مفاده أن هذه الأفلام لا تخطأ وبالتالي انتظارنا لها بشغفٍ حقيقي ليس له أي جدوى.
هل يعني هذا أن الفيلم سيئ جداً!؟ بالطبع لا .. الفيلم جيّد ممتع في الواقع، ولكن سطحيّ، له نقاط ضعف مُتكررة، رمى المهارات السينمائية التي كوّنتها مارفل من السنوات الأخيرة في عالم الأبطال الخارقين وصنع فيلماً كان على الأرجح ليظهر بشكلٍ مذهل قبل 5 أعوام! لكنه عُرض في 2015 وكانت النتيجة بشكل عام مُخيّبة للآمال.
انتظرنا الكثير والكثير من هذا الفيلم، ربما هذا هو السبب الرئيسي لشعورنا بضعفه بعد الجزء الأول الشهير، ونجاح مارفل منقطع النظير العام الفائت عبر فيلميها The Winter Soldier و Guardians of the Galaxy، وظننا أن عودة المنتقمون ستكون عملية سلسلة وسهلة بالنسبة لمارفل الآن وسترفق معها فيلم مثاليّ لا تشوبه شائبة، فماذا حصل في الواقع؟
ضمّ فيلم Avengers: Age of Ultron جميع عناصر أفلام السوبرهيروز الأساسية، قيم إنسانية، بطل، مواجهات ثنائية، سقوط، صعود وإلخ.. لكن كان ذلك في مشاهد مُختصرة اتسمت في الوقت ذاته بالطول، كيف ذلك؟ ركّز الفيلم على الكثير من النقاط والمشاهد التي عُرضت باختصار شديد لكنها كثيرة لدرجة مبالغ فيها، وكأنه الفيلم يحاول تقديم كل شيء في أقلّ وقت ممكن.
لم يتوقف الأمر عند ذلك فقط، بل كان مُرهقاً بصرياً بالفعل من الصعب متابعة ما يحصل دوماً على الشاشة السينمائية، مع كميّة مؤثرات بصريّة فريدة لا تُخطأ، والكثير من مشاهد الأكشن التي كانت للأسف ضعيفة المستوى، فكان هناك بعض التكرار والابتذال خاصةً في مشاهد المواجهات الجماعية وهو عكس ما حصل بالنسبة للمواجهات الثنائيّة الفريدة التي احتواها هذا الفيلم.
لم نشاهد لمسة تصويريّة مميزة، أو ذلك الإخراج التقنيّ المميّز وإدارة مشاهد الأكشن كانت ضعيفة بعض الشيء وكأننا نشاهد الفيلم ذاته مرّة تلو الأخرى، ثم تأتي فكرة الازدحام الشديد الذي شهده الفيلم والذي لم تتوقف فقط عند مشاهده بل عبر شخصياته أيضاً، مما أثّر سلبياً على مُحبيّ الشخصيات القديمة والذي تم البناء لها على مدى السنوات الأخيرة، ولكن ظهور العديد من الشخصيات الجديدة ابعد اهتمام الفيلم عنها.
الجوانب الكوميدية التي تتميّز بها أفلام مارفل كانت موجودة لكن مرّة أخرى ضعيفة بعض الشيء، حاول نص الفيلم تقديم بعض اللمحات البطوليّة تارةً والكوميديا اللحظية تارةً أخرى لكن كلاهما لم يكونا على المستوى المطلوب، في الواقع أظن أن النص تحديداً كان أضعف ما في هذا الفيلم والذي منع امتلاك الفيلم قيمة حقيقية تُضاف على مسير الأكشن الطاغي بشكل عام.
شعرت أثناء مشاهدتي الفيلم غياب موسيقى تصويرية مؤثّرة، قادرة على الاندماج بشكل عام مع مشاهد الفيلم وحتى خلى الفيلم من مؤثرات صوتيّة مُبهرة تزيد من اندماج المشاهد مع الفيلم، وأظن أن هذه نقطة مهمة فبين ضعف النص من جهة وغياب قوى الموسيقى التصويرية الفريدة سنحصل على فيلم ضخم الإنتاج لا أكثر من ذلك، سيفشل في جذب اهتمام المشاهد على النحو المطلوب.
استفاد الفيلم قليلاً من شخصيّة الشرير، وأضافت القصة مرّة جديدة فكرة انقراض البشريّة مبرزةً عدّة أفكار ستشعر قليلاً أنها مُبتذلة ومُكررة، وهذا تماماً ما فعله الفيلم، هو تكرار الكثير من المواضيع والمفاهيم بإضافة القليل هنا وهناك مع شخصيات جديدة حاول جاهداً أن يبرزها لكي نشعر بالتغيير الحقيقي لكن الأمر كان دون فائدة بوجود الأساس المُكرر ذاته.
تدور أحداث الفيلم حول فريق الأبطال الخارقين الشهير The Avengers، اجتمعوا مرّة جديدة لمحاربة برنامج اصطناعي فائق الذكاء يُدعى Ultron الذي قام شخصياً كل من توني ستارك (آيرون مان) وبروس بانر (هالك) بتطويره، يبحث هذا البرنامج عن السلام الشامل عبر إبادة البشريّة والتخلّص من فريقنا السابق.
لا مفاجئات في طاقم الفيلم حيث شارك كل من روبيرت داوني جونيور، كريس إيفانس، مارك روفالو، سكارليت جوهانسون، كريس هيمسورث، جيرمي رينير، صموئيل ل. جاكسون، دون شاديل وآنثوني ماكي في أدوارهم القديمة. بينما تمّ تقديم آرون تيلير جونسون وإيلزبيث أولسون في أدوارهم الجديدة بعد ظهورهما اللحظي في فيلم Captain America الثاني، بالإضافة إلى لعب جيمس سبيدر دور Ultron، وأخيراً قام بول بيتاني بتقديم الشخصيّة الجديدة Vision في هذا الفيلم.
بالرغم كل النقد الذي تعرّض له الفيلم، إلا أن الاجماع على متعته حضر بشكل واجب أكثر مما هو واقع، فهو في الحقيقة فيلم مُرهِق تم العمل عليه مُطوّلاً ويحمل ما تحتاجه الأفلام السطحيّة للنجاح لكن التفاعل معه بشكل عام صعب جداً، وذلك الحماس والتشويق الذي كان يُميّز معظم هذه الأفلام كان غائباً بشكل تام.
على كل حال هذه الأمور جميعها لم تمنع فيلم Avengers: Age of Ultron أبداً من احتلال المركز السادس على لائحة أكثر الأفلام تحقيقاً للإيرادات في تاريخ السينما، والمركز الثالث بين إحصائيات 2015، حيث حقق في أسواق الأفلام العالميّة مبلغ هائل قدره (1.4 بليون دولار) مقابل ميزانية قُدّرت بـ (279.9 مليون دولار)، وهذه أكثر الأمور الطبيعية بالنسبة للفيلم والذي ظهر تأثيره السلبي على فيلم مارفل الآخر Ant-Man في عام 2015.
استفاد كثيراً فيلم Avengers: Age of Ultron من جزئه الأول بالمقام الأوّل، ومن جميع الأفلام التي عُرضت في المرحلة الثانيّة من عالم مارفل السينمائي، أيضاً يجب الإشارة إلى حملة ترويجية ناجحة قادتها ديزني المسؤولة عن توزيع الفيلم، وسيكون هذا الفيلم آخر عمل لجوس ويدون كاتب ومخرج الفيلم في عالم مارفل السينمائي ليلتزم المبدعان الأخوان روسو في إخراج فيلم Avengers القادم عام 2018 تحت عنوان Infinity War – Part One.
حرم فيلم Avengers: Age of Ultron جميع المتابعين والمترقبين من مشاهدة لوحة سينمائي هائلة، لنكتفي بفيلم يمكن وصفه بسهولة بالعاديّ كان على الأرجح سيكون ظاهرة قبل 5 أو 10 سنوات من الآن، ولكن هذا لم يحصل بل في الواقع دفعنا الفيلم إلى المزيد من الحذر أثناء انتظارنا لهذه الأعمال فهي كغيرها في عالم السينما قابلة جداً للخطأ.
إنضم لأكثر من مليون و نصف معجب عبر صفحتنا على الفيسبوك.
تابعإنضم إلين ا عبر جوجل + حيث أكثر من 33 ألف يتابعنا.
تابعإنضم لأزيد من 40 ألف متابع لنا عبر تويتر.
تابعتابعنا على يوتيوب حيث أكثر من مليون و 300 ألف متابع لفيدوهاتنا.
تابع